الحرب دخلت بيتنا – من كتاب “يوميات كاراباخ، أخضر وأسود-لا حرب، لا سلم” للصحفي طاطول هاكوبيان

1459

Note- The translator of the Arabic version is Nora Arissian, a professor at Damascus University and a member of the Arab Writers Union. Sarkis Boudakian, a businessman and a benefactor form Beirut donated the money for the translation as well as the publication.

الفصل الأول

في شباط عام 2006، عشية لقاء الرئيسين روبيرت كوتشاريان وإلهام علييف، توجهت لاريسا تشاخويان إلى رئيس أرمينيا، وطلبت منه عبر الصحافة أن يناقش مع رئيس أذربيجان مصير ابنها ومئات المفقودين الآخرين. “أنا أشعر بقلب الأم أن ابني حي يرزق، وموجود في باكو، أنا أشعر بما يحدث معه في كل لحظة”، كتبت معلمة اللغة والأدب الأرمني.

في آخر رسالة للابن كتب من سجن باكو في تموز عام 1999: “أخرجوني بسرعة من هنا، اشتقت إليكم كثيراً، أريد أن آتي إلى أرمينيا، انقلوا تحياتي إلى كل أعمامي وأخوالي وهاسميك وأرتور، وكل من يسأل عني”. كتب هايك وكرر مراراً أنه ينتظر مساعدة أهله.

عند عودته من قرية بارافاكار الواقعة على الحدود الأرمنية الأذرية إلى بيته في يوم إجازته، أضاع هايك الطريق، ووقع أسيراً في قرية جافارلو الأذرية، بعد وقوعه أسيراً قطعت تشاخويان مع زوجها الطريق الذي سلكه هايك، وسألت المارة الذين التقتهم، متأملة أن تعيد هايك إلى البيت، توجهت إلى العشرات من الناس، أرمن وأذريين، ورؤساء ومسؤولين رسميين أوروبيين، غادر والد هايك وشقيقه إلى روسيا، وعملا هناك، لكي يتمكنوا من تسديد الديون التي تصل إلى آلاف الدولارات التي دفعوها أملاً في تحرير هايك من الأسر.

لقد دخلت الحرب إلى بيت تشاخويان، ولم تخرج منذ أكثر من عشر سنوات، من المستحيل عزاء أولياء المفقودين، وخاصة أمهاتهم، “كان من الممكن أن أتصالح لو استشهد ابني من أجل الوطن، لكن، كيف سأعيش الآن، وهايك هناك، يتعذب في باكو، وأنا هنا”.

في كل عام تقوم اللجنة الدولية للصليب الأحمر بلفت الأنظار إلى مصير المفقودين ومعاناة عائلاتهم بعدّهم إحدى المشكلات الإنسانية الأكثر جدية التي تثار نتيجة صدامات مسلحة في العالم، فمنذ وقف إطلاق النار عام 1994 في نزاع كاراباخ، لا تملك آلاف العائلات حتى الآن معلومات عن أبنائها المفقودين.

كتبت تشاخويان إلى الأمهات الأذريات ما يلي: “أتوجه إليكن أماً فقدت ولدها، تعاني مصير ابنها غير المعروف، تعاني شوقاً قاتلاً بلا حدود. أنا أعلم أن هناك أمهات تعيسات مثلي في أذربيجان، ينتظرن خبراً عن أبنائهن المفقودين بعيون تدمع، لقد توجهت إلى جهات كثيرة، والتقيت الكثير من الأذريين في جيورجيا، والكثيرون خدعوني ونهبوني، وآخرون سعوا لمساعدتي لكنهم أخفقوا، أعرب عن تضامني مع الأمهات الأذريات اللواتي لهن أبناء مفقودون، نحن فقط نفهم بعضنا، ألسنا في مصيبة واحدة؟، تعالوا نعمل إلى أن تفتح الحدود والأبواب المغلقة أمامنا، لنبحث ونجد أولادنا”، يمكن مئات الأمهات الأذريات أن يكتبن رسائل بالمضمون نفسه إلى تشاخويان ومئات الأمهات الأرمنيات.

تؤمن الناشطة الحقوقية لاريسا ألافيرديان أن هناك أحياء بين الأسرى والرهائن الأرمن في أذربيجان، وتورد حادثة نلسون مناتساكانيان، الذي أعيد عام 1998 بعد أن أخفي في منزل أذري مدة أربع سنوات، فمنذ بداية النزاع جرت إعادة 1800 رهين وأسير حرب أرمني من أذربيجان، وأعاد الجانب الأرمني ما يقارب 3500 أذري.

تعطي ألافيرديان أهمية كبيرة لحادثتين في إعادة الرهائن وأسرى الحرب، الأولى وهي تسليم الأذريين 20 طفلاً دفعة واحدة إلى الجانب الكاراباخي، ومن بينهم طفلة بعمر الثلاث سنوات، وقعت عائلتها في الأسر في قرية ماراغا في كاراباخ الجبلية، فنشأت الطفلة في روضة، وكانت تتحدث اللغة الأذرية، والثانية في أيلول عام 1994 حيث أعيدت 27 أماً مع أولاد أذريين.

وتقول ألافيرديان: “هؤلاء كانوا يبقون في روضة ومشافٍ للأطفال إلى جانب أرمن لاجئين من مارداكيرد، عليكم أن تروا كيف يقسم الأولاد والأمهات الأذريين. في كثير من الأحيان لا ينتبه المرء إلى تفاصيل الحياة الإنسانية، أنا على قناعة بأن هؤلاء الناس حتى نهاية عمرهم سيتشاركون بمشاعر البؤس، كانت والدة كورين أراكيليان، الذي قتل في الحرب، توزع الأغذية على هؤلاء الأسرى”.

كان موظفو المنظمات، التي تهتم بالرهائن وأسرى الحرب، ينصحون الأهالي، الذين في أحوال مزرية، ألا يدخلوا بالصفقة، لكن ألافيرديان تتذكر بعض الحالات، حيث أعيد الأبناء بعد تدخل الأهالي، “هناك حالة مضحكة حصلت عام 1995 في المنطقة الحدودية في إيتشيفان في أرمينيا، حيث اقترحوا على والد الرهين أن يأتي بمبلغ من المال مقابل الحصول على ابنه، ولم يتمكن الأب من توفير المال المطلوب، وقرر أن يسلم نفسه عوضاً من المبلغ الباقي مقابل إعادة ابنه، فأخذ الأذريون المال، وأعادوا الابن، لكنهم لم يأخذوا الأب”.

دخلت الحرب تقريباً إلى كل بيت في أرمينيا وكاراباخ الجبلية وأذربيجان، هناك عائلات تضررت من الحرب على نحو مضاعف، فقد دخلت الحرب ثلاث مرات إلى عائلة خاتشيكيان الساكنة في قرية فوسكيفان في أرمينيا.

بعد أن أخذ ابن سونيك خاتشيكيان رهينة، أخذ الأرمن مقابله راعياً أذرياً رهينة، وكانوا يحتفظون بالرهينة الأذرية في قبو منزل خاتشيكيان، وتروي السيدة التي وصلت إلى خريف العمر: “كان رجلاً ضعيفاً وخائفاً، كنت أعطيه الطعام بنفسي كل صباح، كان يروي لي أنه أب لعشرة أطفال، وابنه البكر يخدم في الجيش، لم يكن يضع السكر في الشاي، كان خائفاً”.

أُخذ ابنها خاتشيك رهينة أيام الاتحاد السوفيتي في قرية باغانيس-أيروم الأذرية، وتروي أنها لم تتلق أي معلومات عن ابنها خلال السنوات الماضية، وقد بذل شقيق خاتشيك وعمه جهداً كبيراً في محاولة الوصول إلى أي معلومة في السنوات الأولى، لكن من دون جدوى. “ماذا تعتقد؟، هل يمكن أن نجد الإنسان الذي أخذ رهينة عام 1990 حياً؟”، تتنهد وتقول والدة المفقود البالغة من العمر 80 عاماً، وتضيف: “لقد أخذ الأرمن الأذري رهينة، وأعطونا إياه، لكي نبادله بخاتشيك، لكن بعد عدة أشهر أخذه ابني الصغير إلى الحدود، وأطلق سراحه، طلبنا منه فقط أن يذهب ويبحث عن معلومات في أذربيجان عن ولدي، ويرسلها إلينا بأي طريقة”.

كانت قرية باغانيس-أيروم الأذرية محشورة بين قرى فوسكيبار وفوسكيفان وباغانيس الأرمنية، وتمر عبر قرية باغانيس-أيروم الطريق العام بين يريفان وتبليسي، وقد أخذها الجيش الأرمني مع قرية أكسيبارا الأذرية المجاورة تحت سيطرتهم في بداية التسعينيات. في أيام الحرب وبعد وقف إطلاق النار قتل العشرات على هذه الأراضي برصاص القناصة، وزُرعت الألغام في هذه الأراضي، وقصفت القرى المجاورة بالقنابل من التلال القريبة.

وجد فاتشيك الابن الأوسط لخاتشيك خاتشيكيان الرهينة لغماً لم ينفجر في الحقل المجاور للبيت، فأتى به إلى المنزل، وقطعه بالسكين، ففقد الطالب يده وعينه نتيجة الانفجار. أما ابن خاتشيك الصغير صاصون فقد واجه قبل عدة سنوات أحد الألغام في منطقة مجاورة، وفقد رجله في الحال، فزحف، وهو ينزف، حتى وصل إلى الطريق، ليطلب مساعدة السيارات المارة.

إن انفجار الألغام والمتفجرات والرهائن تصيب أول ما تصيب سكان المناطق المجاورة، وعائلة خاتشيكيان هي أحد هؤلاء السكان فقط، الحرب والمأساة لا تعرفان الحدود ولا الجنسية.

تعيش لالا ساهاكيان الأذرية، واسمها بعد زواجها هامافاخ أديكيوزالوفا، في القرية الأرمنية باغانيس المجاورة لفوسكيفان، تتذكر مقتل زوجها تيرينيك ساهاكيان في حقل بيتها في صيف عام 1992، وتقول: “لقد خبأنا الجثة في القبو، لأن الأذريين كانوا يمطرون القرية بالرصاص، قام عدد من الجيران بدفن تيرينيك”.

ذهب أنترانيك، ابن تيرينيك ولالا ساهاكيان إلى خدمة العلم، أصيب في “هوراتيز”، وفقد رجله. أنترانيك يعمل الآن في تصليح الأحذية، فقد تعلم هذه المهنة بعد الحرب، تزوج وأنجب ولدين، عائلة ساهاكيان تعيش في حالة صعبة، مثل عائلات قرية باغانيس، قبل سنوات كانوا يمنحون أنترانيك المقعد مساعدات، وجرى تقليده ميدالية الشجاعة، لكن عائلة ساهاكيان لا تطلب المال، بل السلام، أراضي باغانيس قريبة من الحدود، وهنا ألحقت الحرب المصيبة والضرر بالكثير من العائلات، واليوم يحرث الفلاحون الحقل بخوف، وكل شخص لديه تصور ما عما يسمى الحدود، أما والدة أنترانيك لالا فالحدود ليست فقط بيت أهلها المهدم، فقد تركت هذه الأذرية المسكينة أقرباءها وجزءاً من حياتها في الجانب الآخر من الحدود.

تزوجت لالا بتيرينيك في صيف عام 1966، وهي لم تتجاوز 19 من عمرها، ولم تكن تعرف كلمة باللغة الأرمنية، كان تيرينيك قد انفصل عن زوجته الأرمنية في يريفان، وترك عندها ثلاثة أولاد، أما الرابع كارنيك فأتى به إلى بيت الأهل، قالت لالا: “كنا نعيش في قرية باغانيس-أيروم، نحن الأختين مع 12 أخاً. في أحد الأيام ذهب تيرينيك إلى سوق كازاخ للتسوق، وأحضرني معه من السوق، كان تيرينيك 45 عاماً، وكارنيك في الصف الخامس، ربيناه معاً ثم أرسلناه إلى الجيش، بعد عودته ذهب إلى والدته الأصلية في يريفان”.

سكان باغانيس يريدون السلام، لأنهم يريدون العيش والعمل في الحقل، وألا يقتلوا على أراضيهم، لالا الأذرية تريد أيضاً السلام، وهي التي أنجبت ثلاثة أولاد بعد أن تزوجت من تيرينيك، يمكن أن يربطها السلام بماضيها وأقربائها الذين تركتهم على الجانب الآخر من الحدود.

قالت لالا بحزن: “زوّجت ابنتي آرمينيه لأذري قبل الحرب، آخر مرة التقينا فيها كان في عام 1988، أما بعد ذلك فلا علم لي بابنتي ولا بعائلتها، ربما قتل إخوتي في الحرب، لا أدري، أرغب جداً أن أراهم في حلمي، لكنهم لا يأتون في منامي”.

أعد التلفزيون المحلي في نويمبيريان ريبورتاجاً عن هذه السيدة الأذرية، وتقول صونيك خاتشيكيان التي تعرف لالا، وشاهدت المادة التلفزيونية: “إنها امرأة تعيسة”.

دخلت الحرب في كاراباخ عند وقف إطلاق النار عام 1994 مرحلة جديدة، “لا حرب، ولا سلم”، فقد الطرفان في النزاع خلال السنوات الثلاث للعمليات العسكرية ما يقارب 20 ألف قتيل وعشرات الآلاف من الجرحى، ويتجاوز عدد اللاجئين والمهجرين المليون نسمة، وتضررت خصوصاً كاراباخ الجبلية والمناطق التابعة لأذربيجان إدارياً والتي تقع تحت سيطرة القوات الكاراباخية، والتي تتجاوز مساحتها العامة تقريباً ضعف مساحة إقليم كاراباخ الجبلية ذي الحكم الذاتي سابقاً.

لقد دفع الأرمن والأذريون ثمناً باهظاً، دفع فريج بابايان في الحرب نصف جسده بالتمام. ينفجر معلم المدرسة في قرية بيرتاشين في كاراباخ الجبلية في تموز عام 1993 قرب أغدام بلغم مضاد للدبابات، ويفقد رجله اليمنى ويده اليمنى، ويصاب بجروح في رجله اليسرى وعينه، عندما طلبت منه صورة اتضح أن فريج لا يملك صورة بلباسه العسكري أو سلاحه، وشهادة أستاذ الرياضيات الذي شارك في الحرب ثلاث سنوات هي حالته الجسدية الآن، لم يتزوج فريج بسبب الحرب، ويقول: “بعد ذلك فهمت أن الناس الأبرياء هم الذين يتضررون في الحرب، الحرب في كاراباخ هي حرب تحريرية وطنية، ونحن مجبرون على المشاركة فيها، لأنه لا خيار ثانياً، إما أن نترك كل شيء ونرحل، وإما أن نحارب، إما أن يقتلونا، وإما أن نقتلهم، لقد انتصرنا في الحرب بثمن غال جداً، على أي حال، حصلنا على الحرية، ولكن الشعب المنتصر لا يستحق هذه الحياة”.

تعترف ألميرا الأذرية أنها تضررت من الأذريين والأرمن على السواء، قبل ما يقارب 40 عاماً تعرفت في باكو على زوجها المستقبلي، وأتت مع زوجها لتستقر في بيرتاشين، تطوع ابنها الشاب وذهب إلى الجبهة للدفاع عن الوطن واستشهد، قتلت ابنة ألميرا في السابعة عشر من عمرها على يد شاب أرمني بسبب الغيرة، ولم تنته المأساة الشخصية والعائلية لهذه المرأة بهذا القدر، فقد تركت أختيها، وآخر مرة تواصلت معهما عبر الرسائل عام 2001 بمساعدة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وعلمت مؤخراً أن والدتها توفيت، تعيش السيدة ألميرا بالمستقبل، لأنها الطريقة الوحيدة لتخفيف صفعات المصير، هي أم محبوبة في عائلتها، زوجة وجدة، لكن هناك رغبة تبدو غير محققة لا تريحها: “أحلم برؤية شقيقتي”.

لكن هاك زوج الجدة تامارا الأرمنية أذري، وأضيف إلى مأساتها الوحدة والشيخوخة، هذه المرأة التي تعيش في قرية خاتشين في كاراباخ زوجت ابنتها الوحيدة لأذري. عادت الابنة إلى القرية بعد أن أنهت دراستها في المعهد في باكو مع زوجها خريج الآداب، وبدأت تعلم في المدرسة. وبعد سنوات توفت من المرض، لتترك الطفلين برعاية تامارا، رحل الأب الأذري من قرية خاتشين مع الطفلين، أمين ذي 12 ربيعاً وليليا ذات 10 أعوام، لم تتلق تامارا أي أخبار عن أحفدتها منذ زمن بعيد، كانت قد استلمت رسالة قبل ستة أعوام، “لدينا أصدقاء في تبليسي، وقد أرسل أمين عبرهم رسالة وصورتين، هذا كل ما أملكه منهم، أتحاور مع تلك الصور كل صباح ومساء، كتب في الرسالة أنهم أرسلوا أميناً إلى عمه في باكو ليكمل دراسته، وهناك تزوج، ولديه ولد الآن، ليس هناك تلميح عن ليليا، ولا عن مكانها، ومصيرها غامض لدي، أنا قلقة عليها”، قالت السيدة العجوز، وهي تحلم برؤية حفيدتها قبل أن تموت.

أستاذ الرياضيات فريج بابايان، والأذرية ألميرا، وصانع الأحذية أنترانيك ساهاكيان، والمفقودان هايك كالسديان وخاتشيك خاتشيكيان، وولداه المعوقان، ولاريسا خاتشويان، التي تنتظر ابنها الجندي، وزوجها وابنها اللذان ذهبا ليعملا في روسيا، والجدة تامارا، ولالا الأذرية، التي تنتظر أهلها في حلمها، وصونيك خاتشيكيان، هؤلاء هم شخصيات مأساوية، ولكن عادية في هذه الحرب. يمكن أن تلتقي بآلاف الناس التعساء كهؤلاء في أذربيجان وكاراباخ الجبلية وأرمينيا، فهذه الحرب غير المعلنة أبداً وغير المنتهية قلبت حياة عشرات الآلاف من الأرمن والأذريين رأساً على عقب.

لم يتمكن الشعبان الجاران وقادتهما من تجنب إراقة الدماء والتهجير الجماعي وهدم المنازل، واليوم أيضاً بعد 17 عاماً من انتهاء العمليات العسكرية لم يفهم الأرمن ولا الأذريون لغة بعضهما.

*ينفرد موقع “أزتاك العربي للشؤون الأرمنية” بنشر فصول كتاب “يوميات كاراباخ، أخضر وأسود-لا حرب، لا سلم” للصحفي طاطول هاكوبيان، ترجمة د. نورا أريسيان، الطبعة الأولى للترجمة العربية، لبنان – 2012 (1).